التغيرات المناخية في مصر
التغير المناخي هواختلاف في متوسط حالة المناخ أو تذبذبه أو فى استمراره لفترة طويلة والتى عادة ما تكون عدة عقود.
وتعد المشكلة في مصر مزدوجة، فإمدادات المياه العذبة من الجنوب إلى الشمال سوف تقل نتيجةَ الجفاف الذي سيعتري دول منابع النيل بسبب ارتفاع درجة الحرارة، أما مياه البحر الأبيض المتوسط فسوف تغزو الجزء الشمالي من دلتا نهر النيل وتتجه نحو جنوب الدلتا بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر.
كما أن النطاق الساحلي في مصر يقع ضمن مناطق الخطر الكبرى التي سينالها النصيب الأكبر من التغييرات المناخية في العالم، وهذا النطاق ذو أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية.
وتتجسد خطورة التغيرات المناخية على مصر بصورةٍ أوضح في النطاق الساحلي الممتد شمال دلتا النيل بين بورسعيد شرقًا والإسكندرية غربًا، فهذا النطاق هو الأكثر عرضةً للتأثر بالتغيرات المناخية وأهمها ارتفاع منسوب سطح البحر- نظرًا لانخفاض طوبوغرافيته من ناحية، وطبيعة تربته من ناحية أخرى، فهو يُمثِّل القوسَ الشمالي لدلتا نهر النيل، وأراضي الدلتات هي أراضٍ طينية رطبة، تتميز بوفرة المياه الجوفية بالقرب من السطح، وقابليتها للانخفاض المستمر بمرور الزمن باستمرار ترسيب الطمي الوارد من نهر النيل بفرعيه، ويُشكِّل الطمي والغرين المحمول بمياه النيل سدودًا طبيعيةً أمام مياه البحر؛ حيث إن الماء المالح له القدرة على ترسيب حمولة الأنهار عند المصبات، ومن ثَمَّ تنشأ سدود طبيعية بين مياه النهر ومياه البحر، فلا يبغي أحدهما على الآخر.
وهذا الغزو البحري لمياه البحر شمال الدلتا سوف يدفع بالسكان إلى هجرة أراضيهم ومساكنهم. كما أن القطاع الزراعي سوف يكون أكثر القطاعات ضررًا ما لم تتحقق إجراءات الحماية حيث تفقد 90% من مساحة الأراضي الزراعية الواقعة على الساحل الشمالي. كما أن جميع الشواطئ سوف تتقلص مساحاتها مما يقلص عدد السياح.
كما أن زيادة الحرارة والرطوبة ستؤدي إلى زيادة تدهور أحوال المناطق الأثرية في مصر.
أما من ناحية التنوع البيولوجي فقد اثرت التغيرات المناخية على توقيت تكاثر الحيوانات والنباتات و على هجرة الحيوانات وطول موسم الزراعة ومن المرجح أن تحد هذه التغيرات من قدرة الأنواع على الهجره وكذلك قدرتها على الاستمرار في العيش.